تسير دولة الإمارات بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعها كمركز إقليمي وعالمي في مجال الرياضات الإلكترونية، مدفوعة برؤية وطنية طموحة تجمع بين الابتكار الرقمي، الترفيه، والرياضة التنافسية. ويعكس هذا التوجه التزام الدولة بتبني القطاعات المستقبلية ضمن خططها التنموية، بما يتماشى مع تطورات الاقتصاد الرقمي العالمي.
بدأت رحلة تنظيم القطاع في الإمارات مطلع العقد الماضي، حيث تم تأسيس “جمعية الإمارات للرياضات الإلكترونية” في عام 2015، قبل أن تتحول رسميًا إلى “اتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية” في 2021، ليصبح الجهة الرسمية المسؤولة عن تطوير المشهد محليًا.
من أبرز محطات الاتحاد:
-
إطلاق أول نسخة من دوري الإمارات للرياضات الإلكترونية (EEL) في 2024، وشمل ألعابًا متنوعة أبرزها: FC، فالورانت، ليج أوف ليجيند، وموبايل ليجند، بمشاركة أكثر من 400 لاعب.
-
التحضير لإطلاق “كأس الإمارات لكرة القدم الإلكترونية” ضمن النسخة الثانية من الدوري المحلي EEL، المقرر انطلاقها في سبتمبر المقبل.
-
تحقيق منتخب الإمارات المركز الثاني في النسخة الثانية من البطولة العربية الدولية للعبة فالورانت، بمشاركة 12 منتخبًا من مختلف القارات.
ويمضي الاتحاد قدمًا ضمن خطة استراتيجية شاملة لتوسيع قاعدة المشاركة، وصقل مهارات اللاعبين، وتقديم بطولات نوعية ترفع من مستوى التنافس محليًا ودوليًا. ومن الخطوات المهمة المقبلة:
-
مشاركة رسمية في الدوري الخليجي للرياضات الإلكترونية، المقرر في الرياض هذا الشهر، حيث سيمثل الإمارات كل من:
-
نادي الوصل في لعبة FC 25
-
فريق نادي العين للشطرنج والألعاب الذهنية في لعبة Street Fighter
-
وتُعد هذه المشاركة بوابة للتأهل إلى كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، بجوائز ضخمة تبلغ 60 مليون دولار.
وفي إطار دعم المواهب، نظم الاتحاد نسختين من “البطولة العربية الدولية” عن بُعد، ويسعى لتنظيم النسخة الثالثة بشكل حضوري. كما أقام تصفيات وطنية لاختيار ممثلي الدولة في بطولة العالم، إلى جانب بطولات مجتمعية مثل “E-Football رمضان” وفعاليات ضمن مهرجان دبي للرياضات الإلكترونية.
مريم الشحي، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أكدت أن تأسيس الاتحاد يعكس رؤية الدولة في مواكبة تحولات العالم الرقمي، مشيرة إلى الطموح الكبير في جعل الإمارات منصة لتصدير المواهب وتنظيم البطولات الكبرى. وأضافت أن أعداد المشاركين المحليين تضاعفت مؤخرًا، ما يدل على تنامي شعبية الألعاب بين الشباب.
أما سيف السويدي، مدرب منتخب الإمارات لكرة القدم الإلكترونية، فأوضح أن الدعم المؤسسي من الاتحاد كان له دور محوري في تطوير أداء اللاعبين، بفضل تنوع البطولات، وزيادة فرص الاحتكاك والمنافسة الدولية.
في المحصلة، تمضي الإمارات بخطوات واثقة لترسيخ موقعها كدولة رائدة في قطاع الرياضات الإلكترونية، مدعومة ببنية تحتية رقمية متطورة، ومبادرات نوعية تضعها في قلب المشهد الإقليمي والعالمي.
إرسال تعليق