مقالة لرئيس الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن سلطان
نشرت في صحيفة The Indian Expressm الهندية
ترجمة : طلال محمد
بينما يجتمع قادة الإعلام والترفيه العالميون في قمة WAVES في مومباي، تُعد الألعاب والرياضات الإلكترونية من أبرز المواضيع التي توحدنا. فـ WAVES ليست مجرد ملتقى، بل منصة لتكوين شراكات جديدة، وتبادل الأفكار، واستكشاف إمكانات الاقتصادات الناشئة مثل الهند. في المملكة العربية السعودية، رأينا كيف يمكن للألعاب أن تجسر الفجوات بين الثقافات وتخلق الفرص. وبقيادة رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030، نحن نعمل على بناء استراتيجية موحدة على مستوى الوطن للارتقاء بقطاع الألعاب. ومن الواضح من حجم وأهداف قمة WAVES أن دولة رئيس الوزراء ناريندرا مودي يحمل رؤية مشابهة. ولهذا، فإن هذه القمة تمثل فرصة مثالية لتعميق العلاقات بين بلدينا وتشكيل مستقبل تقوده أصوات وتحالفات جديدة.
ضمن إطار رؤية 2030، تنظر المملكة إلى الألعاب والرياضات الإلكترونية كركائز أساسية في اقتصاد المستقبل. وقد أُطلقت الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية في عام 2022 بهدف تحويل المملكة إلى مركز عالمي رائد بحلول عام 2030، مع أهداف واضحة تشمل خلق أكثر من 39,000 وظيفة، والمساهمة بـ 13 مليار دولار في الناتج المحلي، إضافة إلى أكثر من 100 فريق محترف ينشطون بالفعل بين 21 مليون لاعب سعودي. ومن بين أبرز المبادرات، كأس العالم للرياضات الإلكترونية الذي أعلنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2023، والذي انطلق في الرياض بمشاركة 200 نادٍ، و1,500 لاعب، واستقطب مليوني زائر، و500 مليون مشاهد حول العالم. هذا الحدث لا يمثل مجرد منافسة، بل يعكس كيف يمكن للابتكار والاستثمار والتعاون الدولي أن تتكاتف لبناء صناعة مستقبلية مزدهرة.
ويظهر هذا الهدف في تعزيز الشراكات العالمية من خلال ملتقيات مثل قمة WAVES ومؤتمرات مثل مؤتمر الرياضة العالمية الجديد NGSC، والذي سيعود في عام 2025 لتوسيع التعاون في هذا المجال. تدرك المملكة العربية السعودية والهند أن المستقبل سيكون من نصيب الدول التي لا تكتفي بالاستثمار في البنية التحتية، بل تركز على بناء أنظمة بيئية تدمج بين التقنية والإبداع والموهبة.
تحت قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ودولة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تتقارب رؤى بلدينا بشكل استثنائي. ومن خلال عرض استراتيجيتنا الموحدة للألعاب في قمة WAVES، نوجه رسالة شراكة وفرص. نحن نُظهر كيف يمكن للدعم الحكومي، والاستثمار الخاص، والتعاون العالمي أن تتكامل معًا. المملكة العربية السعودية متحمسة للعمل مع الهند وغيرها من الدول المبدعة لبناء مستقبل تمثل فيه الألعاب والرياضات الإلكترونية تنوع وطموح دول الجنوب العالمي.
ولتحقيق هذه الطموحات الجريئة، لا يكفي الاستثمار المالي فقط، بل يجب الاستثمار في الإنسان كذلك. ومن خلال الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية (SEF) الذي أتشرف برئاسته، نبني منصة تُمكّن الألعاب من تحفيز الابتكار بين الشباب ودعم مساراتهم المهنية. ونحن نفخر بأن النساء يشكلن الآن نحو نصف مجتمع اللاعبين في السعودية، وقد أطلقنا برامج تضمن لهن المشاركة الكاملة في هذا القطاع.
إرسال تعليق