لعبة جديدة، نجم جديد: السعودية تطمس الخطوط الفاصلة بين الألعاب والرياضة التقليدية

  • الكاتب : طلال محمد
  • بتاريخ : 3 أغسطس، 2025 - 12:40 صباحًا
  • رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الأمير فيصل يكشف لـ Arab News عن خطة المملكة لتصبح عاصمة الألعاب العالمية بحلول 2030

    ترجمة طلال محمد : مع تسليط الضوء العالمي على العاصمة السعودية الرياض خلال مؤتمر “الرياضات العالمية الجديدة 2025” (NGSC)، أجرى الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، مقابلة حصرية مع Arab News تحدث فيها عن كيف تسهم المملكة في تشكيل مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية والرياضة التقليدية بوتيرة سريعة.

    يُقام المؤتمر بالتزامن مع أكبر بطولة رياضات إلكترونية في العالم، وهي كأس العالم للرياضات الإلكترونية (EWC)، ويُعد أكثر من مجرد تجمع رفيع المستوى؛ بل هو نقطة تحول استراتيجية لصناعة تشهد تحوّلات غير مسبوقة.


    الذكاء الاصطناعي، رفاهية اللاعبين، والتعليم: ثلاث ركائز للتطور

    وفقاً للأمير فيصل، فإن تطور مشهد الرياضات الإلكترونية عالمياً يُبنى على ثلاث قوى تحوّلية:

    1. دمج الذكاء الاصطناعي
    2. احترافية دعم اللاعبين
    3. دمج التعليم بالألعاب

    قال الأمير:
    “كما رأينا في الرياضات التقليدية، نرى الآن في الرياضات الإلكترونية كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات بسرعة، بدلاً من أن يقضي الفريق وقتًا طويلاً في ذلك… يمكنهم الآن التركيز أكثر على التدريب والتطوير”.

    وأشار إلى أهمية رعاية اللاعب بشكل شامل، حيث يحصل اللاعبون الآن على دعم يشمل الصحة البدنية والنفسية واستدامة مسيرتهم، تمامًا مثل نظرائهم في الرياضات التقليدية.

    وأضاف:
    “نرى في كأس العالم وجود أخصائيين علاج طبيعي، وأخصائيين نفسيين، وفرق دعم كاملة — ليس فقط من أجل الأداء، بل من أجل الاستمرارية أيضاً”.

    وأكد أن الفرق والبطولات اليوم لا تبني مجرد “لاعبين” بل رياضيين متكاملين.

    أما في جانب التعليم، فتسير المملكة بخطى واسعة لإدماج الألعاب في المدارس والجامعات من خلال برامج مثل:

    • برنامج DigiPen في جامعة الملك سعود
    • برامج فنون الألعاب في جامعة الأميرة نورة

    وأوضح:
    “نرى ألعابًا مثل Fortnite تُستخدم كأداة لتعليم تطوير الألعاب والبرمجة من خلال اللعب والبناء داخل اللعبة، وMinecraft مثال آخر”.


    نحو عاصمة عالمية للألعاب والرياضات الإلكترونية

    مع أكثر من 2.6 مليون زائر العام الماضي وجوائز مالية تتجاوز 70 مليون دولار، تُعد كأس العالم للرياضات الإلكترونية إنجازًا محوريًا في استراتيجية السعودية الوطنية للرياضات الإلكترونية.

    لكن الأمير فيصل أشار إلى أن الأحداث مثل NGSC 2025 ما هي إلا جزء من رؤية أكبر: تحويل الرياض إلى المركز العالمي الأول لصناعات الألعاب والرياضة.

    وقال إن العاصمة تستضيف أكبر بطولة في العالم، وتجمع في الوقت نفسه كبار الرؤساء التنفيذيين في صناعة الألعاب، إلى جانب أساطير رياضية عالمية مثل كريستيانو رونالدو وجياني إنفانتينو.

    وأضاف أن موقع المملكة الجغرافي بين الشرق والغرب هو رمزي واستراتيجي، مشيرًا إلى أن 70٪ من سكان العالم على بُعد ثمان ساعات فقط من السعودية، مما يجعل المملكة مركزًا عالميًا للأفكار والتقنيات والثقافات.


    من منصة إطلاق إلى إرث دائم: الابتكار عبر القطاعات

    يرى الأمير فيصل أن NGSC وكأس العالم للرياضات الإلكترونية ليسا مجرد فعاليات، بل منصات لإطلاق استثمارات وشراكات وتطوير المواهب.

    وقال:
    “الكثير من العلاقات التي بدأت في NGSC العام الماضي بدأت تؤتي ثمارها هذا العام، سترون توقيع مذكرات تفاهم، وإعلانات استثمارية جديدة… ليس فقط داخل المملكة، بل على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم”.

    ويركّز الاتحاد بشدة على الشباب السعودي، حيث توجد شراكات جديدة مع وزارة التعليم لنشر بطولات الرياضات الإلكترونية وتضمينها في المناهج، إلى جانب أكاديمية رياضية سعودية وبرامج جامعية لبناء جيل جديد من المطورين، المحللين، المسوقين، والرياديين.


    تشكيل الحكاية… وإلهام جيل جديد

    من أكثر اللحظات تأثيراً التي شاركها الأمير فيصل كانت عن طفل سعودي في عمر 11 عاماً التقى بالنجم العالمي ماغنوس كارلسن في كأس العالم للرياضات الإلكترونية.

    وقال:
    “كان يعرف كل الحركات، وكان يناقش اللاعبين: ‘بدأت بالحركة هذه’، و’كان عليك تلعب أكثر بهذا الشكل’، و’استخدمت هذا طوال مسيرتك’… كانت لحظة مميزة ومُلهمة”.

    وأضاف أن هذه اللحظة تجسّد رؤية المملكة: إلهام الجيل القادم ليصنعوا مستقبلهم في الشطرنج، الألعاب أو أي مجال آخر.

    بحلول 2030، تسعى المملكة لأن تكون الوجهة الأولى لأي شخص يريد أن يبدأ أو يطور مسيرته المهنية في الألعاب أو الرياضات الإلكترونية — لتُنافس بذلك عواصم التقنية والرياضة حول العالم.

    وأوضح الأمير فيصل أن الهدف هو أن يُنظر للمملكة ليس فقط كمصدر للنفط أو التمويل، بل كموطن للألعاب والرياضات الإلكترونية.

    وقال:
    “إذا استطعنا أن نُقدّم لاعب رياضات إلكترونية يصبح رمزًا ثقافيًا يتجاوز حدود الرياضة، مثلما فعل مايكل جوردان في كرة السلة… فهذا هو النجاح الحقيقي”.


    نحو المستقبل

    من خلال البنية التحتية المتسارعة، والتركيز على الإنسان، تستعد المملكة لصناعة مستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية بشكل جريء، شامل، وطموح.

    مع NGSC 2025 وكأس العالم كمنصات رائدة، السعودية لا تواكب فقط نمو الرياضات الإلكترونية عالميًا… بل تساهم في رسم معالمها القادمة.

    واختتم الأمير فيصل:
    “في جوهر كل هذه الفعاليات والأنشطة، هناك عنصر مشترك: الإنسان. وهذا ما يطمس الحدود بين الرياضات التقليدية، الرياضات الإلكترونية، والترفيه”.